رحلتي في عمل بورتفوليو كاتب محتوى: دروس وتحديات من أرض الواقع
ينتشر السؤال الشائع عن كيفية عمل بورتفوليو كاتب محتوى على منصات التواصل الاجتماعي خاصة لينكدان، ومجموعات فيسبوك المتخصصة، وسأشارككم في هذا المقال تجربتي الكاملة منذ أن بدأت في هذا المضمار.
معرفتي بما هو البورتفوليو
بدأت معرفتي بمصطلح البورتفوليو “معرض الأعمال” في عام 2016، وبحثت عن المزيد من المعلومات عنه من خلال منصة اليوتيوب، إذ لم يتواجد الكثير من الأشخاص الملهمة لتقديم نصائح كافية ومشبعة حينئذ، أو على الأقل لم أحتك أنا بهم، فأنشأت أول معرض أعمال وهمي “Virtual” لإرساله مع السيرة الذاتية، وكان أبرزها وضع خطة تسويقية لصفحة شاي أحمد Ahmad tea على منصة فيسبوك؛ ولأخبرك سرًّا عني، أنا أحب هذا النوع من الشاي.
وبدأت رحلتي في اقتحام سوق العمل في مجال التسويق في صيف عام 2017، وكنت لا أمتلك من الخبرة سوى القليل، ولم يكن عندي بورتفوليو حقيقي حينها، واستوعبت أهميته تمامًا بعد تقديمي في عدة وظائف. ولحسن الحظ، تم قبولي في أول عمل لي، وبدأت أنشئ البورتفليو الحقيقي.
عمل بورتفوليو كاتب محتوى
في الواقع، لا يخرج معرض الأعمال عن كوْنه ملفًا يُرسل في صيغة pdf أو رابطًا، ومع سؤال الكثير من المبتدئين على مواقع التواصل الاجتماعي عن كيفية عمل بورتفوليو كاتب محتوى، تنهال التعليقات عليهم مقترحة “عرض تقديمي” أو موقع Contently، وأضيف عليهم ما يلي من واقع تجربتي ورؤيتي لمعارض أعمال مختلفة:
الملفات المرسلة بصيغة PDF
- العروض التقديمية، ويمكن إنشائها بأدوات مختلفة مثل موقع كانفا، أو الباور بوينت، أو Google slides، أو Vista create (موقع شبيه بكانفا).
- ملفات Word أو Google docs.
الروابط لعمل بورتفوليو كاتب محتوى
- موقع about.me.
- موقع Wix أو WordPress النسخ المجانية.
- تريلو Trello.
- جوجل سايتس Google sites، والذي أعتبره أحد كنوز Google drive غير المعروفة عند الكثيرين.
- الموقع الشخصي، ويعد من أفضل الأساليب للترويج لنفسك.
ملحوظة: كان بعض الأشخاص يقترحون عليّ عرض أعمالي السابقة على حسابي على إنستجرام أو صفحة على فيسبوك، لكنني لم أقتنع بهذه الفكرة تمامًا.
رأيي وتجربتي في عمل بورتفوليو كاتب محتوى
تجربتي مع Contently
يعد هذا الموقع من أساليب العرض الجيدة للمبتدئين الذين لا يجدون وفرة من الأعمال السابقة القابلة للعرض، وكذلك فإن واجهة المستخدم الخاصة به مريحة للعين، إذ تكون الأعمال بجوار بعضها لبعض، ورغم شهرته الجمّة كمعرض أعمال لصناع المحتوى، فقد جربته فترة قصيرة، لكنني لم أستمر في الاهتمام به لعدة أسباب:
- صعوبة إضافة المشروع الواحد، إذ قد تستغرق مدة إدخال البيانات بضعة دقائق أو يزيد، خاصة عند اختيار موضوع قطعة المحتوى التي تضيفها، أو قد لا يكون العنوان العام موجودًا من الأساس.
- يفتقر إلى التصنيفات عند النظر إليه للوهلة الأولى، بمعنى أنك قد تجد منشورًا على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي وبجواره مقال وبجواره على الجانب الآخر سيناريو لفيديو، ثم مقال آخر وهكذا، وبالتالي يستغرق صانع القرار (سواء كان مديرًا أو HR) وقتًا للوصول إلى مبتغاه، وقد لا يلاحظ أزرار التصفية الموجودة -رغم أنها ممتازة للتصفية-، خاصة إن لم يكن قد تعامل مع هذا الموقع من قبل، وربما يواجه مشكلة التشتت.
- عبارة عن صفحة واحدة فقط، ومع كثرة الأعمال يزداد وقت التصفح، وتتكرر مشكلة التشتت.
تجربتي مع ملف Word
يعد أول نوع قمت بإنشائه، وكنت قد قسّمته إلى عدة صفحات، بعضها خاص بأعمال منصات التواصل الاجتماعي عبارة عن صور (Screenshots)، وصفحة أخرى تحتوي على روابط لمقالات كتبتها على مدونتي الخاصة على موقع Blogger حينئذ، وكنت أطبع هذا الملف وأذهب به إلى مقابلات العمل، لكنه لم يكن حلًا عمليًا على الإطلاق.
تجربتي مع بورتفوليو كانفا Canva
بعد إدراكي أن البورتفوليو على ملف word غير فعال، وإيجادي صعوبة في التعامل مع Contently، قررت استخدام Canva لإنشاء العروض التقديمية، فقمت بتطبيق نفس فكرة السكرين شوتس، ولكن بأسلوب جميل إذ أضفت روابط المدونات بجانب بعضها مثلما فعلت في Contently.
ويطبّق الكثير من الأشخاص هذه الفكرة بالفعل، ولكن المشكلة التي واجهتها تتعلق بتجربة المستخدم أيضًا؛ وللتوضيح دعنا نتخيل أنك صانع القرار وتقوم بتقييم معرض أعمال شخص ما أرسل إليك ملف pdf لكي تتفهم ما قد يشعر به حين يتبع الخطوات التالية:
1- يقوم بتنزيل الملف من البريد الإلكتروني.
2- يبحث عن الملف في مجلد التنزيلات على جهازه.
3- يفتح الملف وينتظر حتى يُفتح بواسطة برنامج قراءة ملفات PDF، ما قد يستغرق بعض الوقت.
4- يجد مقدمة عن صانع المحتوى وخبراته في الثلاث أو الأربع صفحات الأولى.
5- يقوم بالتمرير لأسفل (Scroll down) أو الانتقال بين الصفحات باستخدام أسهم لوحة المفاتيح ليجد حوالي 5-6 صفحات من نوع المحتوى الأول (مشاركات وسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال).
6- يجد عنوانًا لنوع المحتوى الثاني (مثل المقالات) عند الانتقال للصفحة التالية، ومن ثم بضع صفحات إضافية قبل الوصول إلى النوع الثالث من المحتوى وهكذا، وعلى الرغم من إمكانية إضافة جدول محتويات الملف، وإمكانية النقر على ما يود الاطلاع عليه، قد لا يلاحظه الجميع، إضافة إلى ضرورة الرجوع إليه كلما انتهى من نوع محتوى لينتقل إلى الآخر، فهو غير مُطالب بحفظ ترتيب محتويات الجدول، ولهذا السبب قد يكون تجربة مستخدم مزعجة لبعض الأشخاص.
صًدمت بهذه المشكلات المذكورة بعد الانتهاء من إنشاء معرض أعمالي الخاص ومراجعته حينها، وواجهتني كذلك مؤخرًا هذه الأيام في أثناء مراجعتي لمعارض الأعمال الخاصة بكاتبي محتوى آخرين بالفعل.
باختصار، يجب أن نضع في الاعتبار تجربة المستخدم، وهنا يمكننا أن نطلق عليها “تجربة موظف الموارد البشرية” أو “تجربة المدير” أو “تجربة صانع القرار” على سبيل المثال، وأنه ليس لديه الوقت الكافي لتقدير الجهد المبذول في البورتفوليو الخاص بك، ولكنه يود الاطلاع على أسلوبك الكتابي ومدى إبداعك في الأصل، فافعل ذلك بأبسط وأوضح الطرق حتى لو كنت ترى أن المظهر العام للبورتفوليو يبدو جميلًا وجذابًا للعين.
تجربتي مع الموقع الإلكتروني الشخصي
في الربع الأخير من عام 2018، قررت الاستثمار والمخاطرة من أجل إنشاء موقع إلكتروني شخصي بإسمي، وتطلب هذا القرار دراسة وتحليل بالطبع، إذ سأقوم بدفع اشتراكًا سنويًا بالدولار، وواجهت العديد من التحديات الأخرى بعد اتخاذ هذه الخطوة “المدروسة” مثل:
- تعلم استخدام ووردبريس (WordPress).
- الحاجة إلى فهم بعض المصطلحات مثل النطاق (Domain)، واستضافة الموقع (Host)، وشهادة الحماية (SSL).
- اختيار قالب ووردبريس مجاني جميل من بين المئات من الخيارات، وتعلم كيفية تثبيته وتفعيله على الموقع.
- كان علي أن أتعلم كل خطوة غير معروفة بنفسي، سواءً من خلال مقالات “الكيفية How to” أو عن طريق مشاهدة فيديوهات على اليوتيوب.
- كنت وما زلت عرضة لخطر الاختراق، وتعرَض موقعي لهجمتين سابقتين بالفعل.
- إضافة خلفية بسيطة عن البرمجة لأتمكن من إضافة أعمالي، وتعلمت ذلك مع مرور الوقت وبنفس طرق البحث التي ذكرتها، أو باستشارة زملائي المبرمجين.
ولكن من الجانب الآخر، ستجد العديد من المزايا، مثل:
- إنشاء علامة شخصية قوية لنفسك (Personal branding).
- معرض أعمال مميز ومختلف عن الآخرين.
- إمكانية التحكم في واجهة مستخدم موقعك بالكامل، وعدم التقيّد بقوالب ثابتة أو شروط استخدام، وما إلى ذلك.
- سهولة تجربة المستخدم لصانع القرار عند زيارة الموقع الإلكتروني.
- إمكانية تقسيم أنواع المحتوى الخاص بك في صفحات مختلفة.
- إمكانية إضافة سيرتك الذاتية (CV) عليه، وكذلك تستطيع مشاركة أفكارك في مدونة شخصية.
من الضروري حساب العائد على الاستثمار الخاص بك بالتأكيد قبل اتخاذ قرار إنشاء موقع شخصي، ودفع مبلغ سنوي بالعملة الصعبة، ليس فقط من أجل تعويض المال المدفوع، لكن بقدر الفوائد الأخرى المتوقع تحقيقها.
مرحبًا بك في موقعي المتواضع
تجربتي مع خدمة مواقع جوجل Google sites
إذا سألتني عن أفضل بديل مجاني للموقع الشخصي، فإن خدمة مواقع جوجل (Google Sites) هي الخيار الأمثل، وقد قمت بإنشاء موقع عليها حين تعرض موقعي للاختراق (لحين إيجاد حل لتلك المشكلة)، وتوجد هذه الخدمة على Google Drive مثل غيرها من الخدمات الأخرى كملفات جوجل، أو عروضه التقديمية.
وتتميز مواقع جوجل بالبساطة والسهولة في الاستخدام، إذ يمكنك إضافة روابط أعمالك بمنتهى الأريحية، ورفع ملفات pdf أو مستندات أو جداول بيانات أو عروض تقديمية أو صور من Google Drive، ويمكنك أيضًا تقسيم الموقع لعدة صفحات وفقًا لاحتياجاتك، مثل الصفحة الرئيسية، وصفحة لخبراتك، وصفحة لعرض لكل نوع من أنواع المحتوى الذي قمت بإنتاجه.
ومع ذلك، تعد القوالب المتاحة في Google Sites محدودة، مقارنة مع ووردبريس (WordPress)، التي توفر قوالب أكثر تنوعًا ومرونة.
رأيي في بعض طرق العرض الأخرى
فيما يلي رأيي المتواضع سريعًا في إنشاء معرض أعمال على بعض المواقع الأخرى رغم عدم استخدامي لها:
- مواقع Wix و About.me: من الناحية الظاهرية وبعد إلقاء نظرة سريعة، أراها لطيفة وتوفر قوالب مختلفة تستحق التجربة، لكن ضع في اعتبارك أن جميع المميزات قد لا تكون مجانية.
- إنشاء صفحة شخصية على Instagram أو Facebook: لا أراها طريقة عملية لعرض البورتفوليو، لكنها قد تكون مميزة لمشاركة المعلومات في صناعة المحتوى.
- موقع Trello: يستخدمه بعض الأشخاص كمعرض للأعمال، إذ يقومون بتقسيم أنواع أعمالهم في خانات مختلفة، وبداخل كل خانة بطاقات، وكل بطاقة بها قطعة محتوى، وبالنسبة لي -كتجربة مستخدم- أجد به صعوبات في استخراج روابط المواقع، وإضافة إلى ذلك، قد تجد أنت صعوبات في إدخال أعمالك كلها عليه، ووقت لإضافة قطعة المحتوى الواحدة، ولذلك فأنا أفضّل استخدام هذا الموقع استخدام الأصلي، ألا وهو تنظيم المهام.
وفي النهاية، رأيي الشخصي ونصيحتي لأي شخص يرغب في إنشاء بورتفوليو خاص به هو استخدام طريقة الروابط في إنشاء البورتفوليو، ويفضّل أن يكون موقعًا شخصيًا سواء أكان مدفوعًا أو على Google Sites أو أي موقع آخر يناسب رغبتك وبساطة العرض، وأنصحك بتجربة الطرق المذكورة ثم اختر ما يناسبك، ولا تنتظر وتتردد في اختيار الطريقة الأفضل؛ إذ يتمتع كل منها بمميزات وعيوب.
أتمنى أن يكون هذا المقال مفيدًا، وساعدك في اتخاذ القرار بشأن بناء معرض أعمالك، وتذكر دائمًا أن المثالية عدو الإنتاجية، فابدأ الآن، وعدّل لاحقًا.
اقرأ المزيد عن: عمل بورتفوليو كاتب محتوى من الصفر